إن عيد الفصح اليهودي (بيساح) هو تذكار لخروج بني إسرائيل من مصر ولتحرّرهم من العبودية. ُويؤمر اليهود بتلاوة قصة الخروج من مصر وكأنهم شخصيًا شاركوا فيه وليس تأريخيًا محض، بهدف تأكيد أهمية حريتنا الباهظة الثمن والتي تم تحقيقها بطريقة مليئة بالصعوبات.
المحتويات

الإستعدادات لعيد الفصح
تشهد الفترة التي تسبق عيد الفصح اليهودي استعدادات حثيثة تتمثل بعدة طقوس مميّزة. وأهم هذه الطقوس يتعلق بإزالة الحميتس (الطعام المختمر)، يعني الطعام الذي يحتوي على الحنطة والشوفان والشعير والجاودار أو الحنطة الكتسية. تماشيًا وما جاء في سفر الخروج 12:19 و13:7، يقوم اليهود قبل عيد الفصح بتنطيف منازلهم بدقة ويزيلون أي مواد غذائية وكسرات قد تكون مختمرة. وتبلغ العملية ذروتها بطقس ديني يتم خلاله البحث عن حميتس بنور شمعة في البيت وتعقبه بركة خاصة والإعلان رسميا عن كون البيت خاليا من الحميتس. وبعد ذلك يتم حرق مقطع من مائدة ليلة العيد "السيدر". "الماتسا" الفطير غير المختمر ، البيضة المسلوقة التي ترمز الى صلابة بني إسرائيل ، الكرفس يرمز الى مرارة الحياة التي ذاقها بنو إسرائيل الحميتس الذي تم جمعه صباح يوم ما قبل العيد. ومن عادات العيد أيًضا بيع الحميتس الذي يُعثر عليه إلى شخص من غير اليهود، عادة من خلال تفويض حاخام بالقيام بعملية البيع، مماُيعتبَر خطوةُ تستكَمل بها عملية التخلي عن الحميتس. وبينما يمكن استخدام بعض الأواني المنزلية وجعلها صالحة للاستخدام في أيام العيد، فهناك العديد من اليهود الذين يستخدمون أوانَي منزلية منفصلة تماًما ومخصصة للعيد فقط.
لماذا يأكل اليهود خبز غير مختمر في العيد؟
وبسبب الامتناع عن الطعام المختمر، يتناول اليهود الخبز الفطير غير المختمر – ماتسا خلال العيد. ويتناول العديد من اليهود مأكولات من "دقيق الفطير" المطحون. ويعود الخبز الفطير إلى أيام الخروج حيث استعجل بنو إسرائيل للخروج من مصر ولم ينتظروا اختمار العجين قبل سفرهم الى التية وأخذوا معهم الخبز غير المختمر.
ويتعيّن على الذكور الأبكار الذين تتجاوز أعمارهم 13 عاًما الصيام قبل حلول عيد الفصح (بيساح) بيوم تذكاًرا لحقيقة إنقاذ الأبكار اليهود في الوقت الذي يُقتل فيه الأبكار المصريون في الضربة العاشرة. وبإمكان الأبكار استبدال هذه الفريضة بالمشاركة في مأدبة احتفالية خاصةُ تقام في صباح يوم عيد الفصح. وفي يوم السبت الذي يسبق عيد الفصح والمعروف ب"السبت الكبير" تتم تلاوة آيات 3:4¬24 من سفر ملاخي. وفي ساعات بعد الظهر يلقي حاخامات خطبًا تقليدية تتناول عادة قوانين ذات علاقة بعيد الفصح.
الرموز على مائدة العيد
بعد أداء صلاة العشاء الاحتفالية، تلتئم العائلات في مأدبة احتفالية خاصةُ تعَرف ب"ليل هسيدر" (اي ليلة النظام)، تذكاًرا للخروج من مصر. وتفصل تقاليد السيدر في سفرُ يعرف باسم "هاغادا"، مما يعني حرفيًا "حكاية" تروي قصة الخروج من مصر. ويوضع على مائدة السيدر صحن فيه عدة مأكولات خاصة بالعيد: البيضة المسلوقة رمًزا للضحايا التي تم ذبحها في الهيكل؛ قطعة من لحم الساق المشوي، تذكاًرا بلحم الفصح الذي تم أكله في عهد هيكل سليمان؛ خليط خاص من التفاح المقطع والجوز والخمر والقرفة المعروف باسم "حاروسيت" وهو رمز للملاط الذي استخدمه بنو إسرائيل العباد في مصر في صنع اللَبِن؛ البقدونس والخس رمًزا للربيع؛ ونوع من العشب الُمر رمًزا لصعوبة العبودية والمياه المالحة تذكاًرا لدموع العباد من بني إسرائيل في مصر. ويتم أيًضا وضع 3 قطع من الخبز الفطير (ماتسا) التي تشكل رمًزا لتقسيم الشعب اليهودي إلى كهنة ولاويين وبقية بني إسرائيل. وخلال مأدبة السيدر، تتم تلاوة الضربات العشر. وكلماُيذكر اسم ضربة، يقوم كل مشارك في المأدبة بغرس إصبعه، في كأس خمر ويرش قطرة منه. ورغم قمع اليهود في مصر يتوجب علينا أن نتذكر أنه لا يجوز الابتهاج بمعاناة المصريين. ولذلك لا يمكن لكؤوسنا أن تكون مليئة بالخمر
السباق على الافيكومان
أحد التقاليد الأكثر شعبية لدى الأطفال يدعى "افيكومان"، وهو قطعة خاصة من الماتسا وهي آخر ماُيؤكل في مأدبة السيدر. ويقوم رب العائلة المستضيفة عادة بإخفاء الأفيكومان في مكان ما بالبيت ثم يقوم الأطفال بالبحث عنه. ولدى العثور على الأفيكومان، يتم "افتداؤه"، إذ من المستحيل مواصلة السيدر إلا بعد أكل الأفيكومان. وتساعد هذه العادة في ضمان بقاء الأطفال مهتمين بالسيدر وفي إثارة حب الاستطلاع لديهم بالنسبة لقصة السيدر بأسرها. وخلال أيام العيد سيتم أداء صلوات احتفالية بما في ذلك صلاة تبتهل بالندى خلال موسمي الربيع والصيف ومزامير خاصة بالعيد في الكنس. ألأيام المتوسطة لعيد الفصح بيد أن ألأيام المتوسطة لعيد الفصح (بيساح) لاُتعتبَر عيًدا عاًما كاملا، فتتم خلالها تلاوة صلاة خاصة في الكنس.
تعطيل الدوائر الحكومية والمدارس
وتكون المدارس خلالها مغلقة شأنها شأن العديد من المحلات التجارية والأعمال. وتعمل فروع البريد والبنوك على نطاق مقلّص. أّما الصحف فتصدر كالمعتاد. ووفًقا للمعتقدات اليهودية، تّم شق البحر الأحمر والقضاء على الجيش المصري في اليوم السابع من عيد الفصح ، ورغم أنهُ يحتفل في هذا العيد بخروج بني إسرائيل من مصر، لا يبتهج اليهود بموت المصريين في البحر وتتم تلاوة مزمور هالل (أي مدح) قصير (سفر المزامير118¬113)¬ وهو صلاة عيد خاصة بعد اليوم الأول من عيد الفصح (بيساح). وفي يوم السبت الذي يصادف أيّام منتصف العيد، تشمل الصلاة مزمور المزامير ورؤيا وادي العظام الجافة لحزقيال النبي (حزقيال 37: 1¬14). واعتباًرا من عيد الفصح (بيساح) يبدأ اليهود بإحصاء 49 ليلا (7 أسابيع)، حتى عيد الأسابيع¬ شافوعوت. ويأتي هذا الإحصاء تذكاًرا لهدية العومر في هيكل سليمان، أو حصد الحنطة الجديدة تماشيًا والوصية التوراتية في سفر اللاويين .23: 16¬15 اليوم السابع من عيد الفصح اليهودي يأتي الاحتفال باليوم السابع من عيد الفصح كيوم عيد كامل تماشيًا مع ماُيذكر في سفر الخروج 12:16 وفي سفر اللاويين 23:8. وهذا العام يبدأ اليوم السابع لدى غروب الشمس يوم الجمعة 29 نيسان إبريل ويستمرّ حتى غروب الشمس مساء السبت 30 نيسان إبريل. وفي صباح يوم السبت ستجري في الكنس طقوس احتفالية وستتم تلاوة مزامير خاصة وصلوات تذكارية للمرحومين.
الميمونة
الميمونة هي عيد غير رسمي، ولكن يَحتفل بها العديد من الناس ومصدرها لدى اليهود المنحدرين من دول شمال إفريقيا وخاصة من المغرب. وسيتم الاحتفال بها فور عيد الفصح. وفي هذا العيد تقوم عائلات بتحضير موائد مليئة بالحلويات والمخبوزات وتستضيف الأصدقاء وأفراد العائلة. وكثيًرا ماُتغلَق أحياء بكاملها لدى خروج المحتفلين إلى الحدائق العامة والشوارع.
قد يهمك: